الجانب النفسي في الطب النبوي


عدد هائل من المصابين بالأمراض النفسية على وجه الكرة الأرضية، وبسبب ذلك تطور المفهوم الخاص بالطب النفسي، وأقيمت العيادات والمصحات التي تعد لذلك الغرض، والتي تمتلئ بالعديد من العلاجات والأساليب المختلفة التي تحاول التخفيف من الحالة النفسية للمريض.
ومن العجيب أنك تجد لهذا النوع من الأمراض اهتماما من جانب الحبيب صلى الله عليه وسلم إذ ترى له جزءا خاصا به في الطب النبوي.
ولقد ذكر ذلك ابن القيم الجوزي في كتابه "الطب النبوي" حيث ذكر أن من صفات الطبيب أن تكون لديه الخبرة بأمراض القلوب، وعلاجاتها، وأن من المسببات للشفاء هو فعل الخير، والذكر، والدعاء والتضرع هذا إن كان المريض مقتنعا تمام الاقتناع وموقنا بفائدتها ونفعها.
من هنا نرى اهتمام الطب النبوي وإقراره بوجود علاقة بين الأمراض البدنية والأمراض النفسية، وهذا ما تؤكده الأبحاث الطبية الحديثة بأن هناك تأثيرات ما للحالة النفسية على الوظائف العضوية، وكثيرا ما يشكو المريض من علة عضوية ويتبين بعد مشوار طويل من العلاجات أن الأمر ما هو إلا نفسي بحت.
وإذا تأملنا في الأحاديث النبوية الشريفة نجد اهتماما بالجانب النفسي، وأنه جزء من العلاج فمن ذلك:
·      الرفع من الروح المعنوية للمريض:
وهو علاج نفسي يساهم في زيادة التفاؤل لدى المريض، ومساعدته على الشفاء، يقول صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد الخدري "إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل فإن ذلك لا يرد شيئا، وهو يطيب" رواه ابن ماجة في سننه.
·      الحث على زيارة المريض:
وذلك لما لها من أثر كبير في التخفيف عنه، ومؤازرته في شدته وإدخال السرور على قلبه والأحاديث الواردة في ذلك كثيرة ومعروفة.
·      الاهتمام بالزاد الإيماني:
وذلك أن الزاد الإيماني هو طريق الإنسان إلى الصبر والرضا، والإيمان بقضاء الله عز وجل وأن النقص في الإيمان يورث القلق، والاضطراب والحالة النفسية السيئة، وهذا هو تفسير الحالات النفسية الزائدة في الغرب رغم ما لديهم من سبل الرفاهية.
·      الترفيه والترويح عن القلوب:
وهي وصية الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أمر أصحابه أن يروحوا عن أنفسهم بين الحين والحين حتى لا تمل القلوب أو تكل.
·      الانشغال بالمفيد:
وهو أمر تمت التوصية به في الطب النبوي إذ نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بعض أصحابه أن يعالج همومه بالانشغال بالجهاد، وهو ما يتم العلاج به حديثا عن طريق إرشاد المريض النفسي إلى الاستمتاع، والانشغال بهواياته، وتفريغ همومه فيها.
·      إزالة الغضب بالوضوء:
في قول الرسول صلى الله عليه وسلم إذا غضب أحدكم فليتوضأ إشارة إلى أن الوضوء له عامل كبير في إطفاء شعلة الغضب المتوهجة فالأبحاث العلمية الحديثة أثبتت أن الماء له القدرة على مساعدة الإنسان الغاضب على الاسترخاء واستعادة الهدوء.
·      العبادات:
وفي كل عبادة شرعها الإسلام حكمة إلهية تعالج النفس البشرية جسدا وروحا ونلتمس أثر ذلك في الصوم والصلاة والزكاة، وغير ذلك من العبادات المشروعة.

هذا فيض من غيض فالطب النبوي مجاله واسع رحب لا تكفي سطور هذه المقالة في إحصاء جوانبه المتعددة وإنها لمعجزة من معجزات النبوة التي كشفت أبحاث الطب الحديثة عن فاعليتها الأكيدة في علاج الحالات النفسية، واتجه إليها الكثير من الأطباء الأجانب بعدما فقدت الكثير من العقاقير والكيماويات فاعليتها في علاج بعض الحالات، ومنهم من كانت معجزة الطب النبوي سببا في اعتناقه دين الإسلام .
الجانب النفسي في الطب النبوي الجانب النفسي في الطب النبوي بواسطة Abdelwahab Esmail في 10/10/2016 تقييم: 5

ليست هناك تعليقات:

ads
يتم التشغيل بواسطة Blogger.