علاج السمنة في الطب النبوي


عُني الإسلام بسلامة الجسم، والهدف من ذلك حتى يستطيع القيام بالعمال المنوطة به من عمار الأرض وأداء التكاليف الشرعية، ومن معيقات الجسم السليم إصابته بالسمنة.
أن امتلاء المعدة يعنى قعود الإنسان عن أداء واجباته، يقول لقمان الحكيم لابنه في إحدى وصاياه:
"يا بني إذا ملئت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة"

ما هي السمنة؟
هي زيادة عن الحد الطبيعي في الوزن، وذلك بسبب عدم التوازن بين الطاقة المصروفة وبين تناول كميات الطعام.
أضرار السمنة؟
السمنة هي داء ينجم عنه أضرار جسيمة تحيق بالشخص البدين، ولقد حذر منها سيدنا عمر بن الخطاب حين قال:
"إياكم والبطنة فإنها مكسلة عن الصلاة، مفسدة للقلب، ومورثة للسقم".
ومن أضرار السنة ما يلي:
·      ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، وبالتالي يتم ترسيب الدهون على الأوعية الدموية فيتعرض الشخص المصاب بالسمنة إلى أمراض القلب.
·      تؤدي السمنة إلى التقليل من كفاءة عمل البنكرياس، ويتعرض الشخص إلى الإصابة بمرض السكر.
·      عندما تزيد الدهون في الجسم يزيد الحمل على المفاصل، ويعيق الشخص عن الحركة إضافة إلى حدوث التهابات في الفاصل وخشونة في الركبة.
·      يتعرض الشخص البدين إلى الإصابة بارتفاع في ضغط الدم.
من أجل ذلك كله وضع لنا الطب النبوي قواعد ذهبية للوقاية من البدانة:
القاعدة الأولى:
في قوله صلى الله عليه وسلم:
"ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن غلبت الآدمي نفسه فثلث للطعام، وثلث للشراب وثلث للنفس"
بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم نفر من كثرة الطعام، وشبه المكثر من تناول الطعام بأنه يتمثل عادات الكفار، فقال عليه الصلاة والسلام:
"الكافر يأكل في سبعة أمعاء، والمؤمن يأكل في معي واحد". رواه البخاري ومسلم.
وفي هذا الحديث الشريف معجزة نبوية إذ أثبتت الدراسات الحديثة أن الإنسان بإمكانه أن يأكل سبعة أضعاف ما يحتاجه من الطعام!
القاعدة الثانية:
عدم الأكل إلا عند الحاجة إلى ذلك، وعدم إلى الوصول إلى الشعور بالشبع:
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
"نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع".
في هذا الحديث إشارة إلى أن الجوع هو وسيلة تجعلك تشعر بلذة بالطعام إضافة إلى أنه يسهل هضمه، يقول عليه الصلاة والسلام: "نعم الإدام الجوع".
وعلى هذا النهج سار السلف الصالح في التنفير من البطنة التي تؤدي إلى البدانة فهذا سيدنا عمر بن الخطاب يقول محذرا منها:
"إياكم والبطنة فإنه ثقل في الحياة، ونتن في الممات".
وقد قال بعض الحكماء في علاقة التخمة باقتراف الآثام:
"من كثر أكله كثر شربه، ومن كثر شربه كثر نومه، ومن كثر نومه كثر تخمه، ومن كثر تخمه قسا قلبه، ومن قسا قلبه غرق في الآثام".
البدانة والسمنة إذا ليست ذات أضرار جسدية فحسب، بل وروحية أيضا وبسببها قد تضعف علاقة الإنسان بربه.
وأخيرا فان "ابن القيم الجوزي" قد أوجز ميكانيكية البدانة، وكيف تحدث في قوله:
"الأمراض نوعان: أمراض مادية تكون عن زيادة مادة أفرطت في البدن حتى أضرت لأفعاله الطبيعية، وهي الأمراض الأكثرية، وسببها إدخال الطعام على البدن قبل هضم الأول، والزيادة في القدر الذي يحتاج إليه البدن، وتناول الأغذية القليلة النفع البطيئة الهضم والإكثار من الأغذية المختلفة التراكيب المتنوعة فإذا ملأ الآدمي بطنه من هذه الأغذية، واعتاد ذلك أورثه أمراضا متنوعة منها بطيء الزوال أو سريعه، فإذا توسط في الغذاء وتناول منه قدر الحاجة، وكان معتدلا في كميته وكيفيته كان انتفاع البدن به أكثر من انتفاعه بالغذاء الكثير.
ففي كلمات ابن القيم نرى إيجازا للعادات الغذائية السليمة التي ينبغي على الإنسان اتباعها حتى ينتفع البدن بالغذاء.
علاج السمنة في الطب النبوي علاج السمنة في الطب النبوي بواسطة Abdelwahab Esmail في 10/10/2016 تقييم: 5

ليست هناك تعليقات:

ads
يتم التشغيل بواسطة Blogger.