الأمراض وأنواعها في الطب النبوي


تتنوع الإمراض في الطب النبوي إلى نوعان:
النوع الأول ويعرف بالإمراض المادية: وهى تعنى زيادة تحدث في  مادة من مواد الجسم بشكل مفرط تصيب البدن بما يمثل اختلال للنسب الطبيعية بالبدن وتعد من الإمراض الأكثر انتشارا وأوسعها فقد تحدث هذه الإمراض بسبب إدخال نوع معين من الأطعمة إلى  الجسد قبل هضمها أو زيادة معدلات هذه الأطعمة عن القدر الذي يحتاج إليه الجسم أو تحدث بتناول الأطعمة قليلة النفع أو بطئيه الهضم أو قد تحدث من تنوع الأغذية الأمر الذي يؤدي إلى  إحداث تراكيب كيميائية داخل الجسم.
لذلك كان للغذاء في  الطب النبوي تقسيمات أخري ومراتب ثلاث: فالمرتبة الأولى: وهى مرتبة الحاجة إلى  الطعام.
المرتبة الثانية: مرتبة الكفاية.
المرتبة الثالثة: مرتبة الفضلة.
فقد أخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه، فلا تسقط قوته، ولا تضف معها، فإن تجاوزها، فليأكل في ثلث بطنه، ويدع الثلث الآخر للماء، والثالث للنفس.
فالبطن إذا امتلأت بالطعام ضاق الشراب فإذا ما شرب ضاق النفس مما يعرض الإنسان إلى  التعب وأدى ذلك إلى  تكاسل الأعضاء والجوارح فالمثبت علميا أن الإكثار من تناول الأطعمة بشكل مفرط يؤدي إلى  ضعف القوى البدنية وليس كما يفهم أو يشاع أنه يؤدي إلى  تقوية البنية الجسدية للإنسان فإن الإنسان لا يحتاج ليقوى على أداء دوره في  الحياة إلا لقيمات تعينه على ذلك حسبما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقد روي أن أبو هريرة شرب بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم من اللبن حتى قال والذي بعثك بالحق لا أجد له مسلكًا‏.‏ وأكل الصحابة بحضرته مرارًا حتى شبعوا‏.‏
أما النوع الثاني: فهو مرض القلوب وهو أشدها خطرا على الإنسان فداء البدن من الممكن أن يشفى أو أن ينتهي عمر الإنسان فيه وهو راض بما قسمه الله له أما مرض القلوب وغياب الإيمان بها أمر في غاية الخطورة.
ولقد أورد القرآن الكريم في كثير من آياته محدثا عن مرض القلوب حيث قال الله عز وجل "‏{‏في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 110‏]‏‏، ‏ وقال تعالى ‏:‏ ‏{‏وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا‏}‏ ‏[‏المدثر‏:‏ 31‏]‏‏.‏‏{‏يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 32‏]‏‏.‏
إلا أن الله عز وجل ما خلق داء إلا وجعل له الدواء ولكنه جعل دواء هذا المرض في  أيدي رسله فلا يمكن الحصول عليه إلا من خلال رسله وإتباع ما أمروا به والكف عن ما نهوا عنه فإصلاح القلب يجب أن يكون بدايته بالإيمان بالله عز وجل ورسله وكتبه ومعرفة الله حق المعرفة وأن تكون القلوب متعلقة بأوامر الله عز وجل حتى تنال رضاه وأن تكون أشد صرامة في  البعد عن نواهيه حتى تتجنب سخطه.
فالنفس البشرية نفس يغلب عليها صفات البهائم من شهوة لطعام أو ملبس أو شهوة جنسية لذا كان من اللازم على الإنسان أن يروض نفسه وفقا للشرع ووفقا لرسالة الأنبياء والرسل.
وتتعد أسباب مرض القلوب وفسادها فمن أسباب مرض القلوب:
1- الجهل الذي  يقودنا  إلى  الأمراض المتعلقة بالقلب والفكر بل ويؤدي بصاحبة إلى  الهاوية.   
2- الفتن وهو من الابتلاء فالمال فتنه والأولاد فتنة والزوجة فتنة والجمال فتنة ولكل أمر من أمور حياتنا يخرج من العقيدة الصحيحة للإسلام يعتبر في الأصل الشرعي فتنة أي ابتلاء.
3- الشهوات والمعاصي ولعل هذان الأمران هم أكثر الأسباب شيوعا وانتشارا في  مرض القلوب ولعل ما يؤدي إليهما هو الغفلة عن ذكر الله ومصاحبة الرفقة السيئة، وأكل الحرام واستحلال أموال الناس بالباطل.

ولعلاج أمراض القلوب نضع أمام عينيك الآيات الآتية:
قوله تعالى  {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:162-163]، فالإخلاص في الإيمان والعمل والتعبد لله عز وجل يعد أقوى الطرق الصحية لعلاج مرض القلوب.
قولة تعالى   {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر:7].فإتباع النبي صلى الله عليه وسلم وإتباع الشرع الحنيف يعد أيضا من اقوي الطرق الصحيحة لعلاج مرض القلوب.
كما أن إطابة الإنسان لمطعمه وملبسه وتصدقه  على الفقراء ، وغضه للبصر من الطرق التي تؤدي به إلى  علاج مرض القلوب قال تعالي {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة:103].قال  سبحانه: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ}

الأمراض وأنواعها في الطب النبوي الأمراض وأنواعها في الطب النبوي بواسطة Abdelwahab Esmail في 10/10/2016 تقييم: 5

ليست هناك تعليقات:

ads
يتم التشغيل بواسطة Blogger.